والفيضانات والمجاعات وخلفيات الفتن والقلاقل والاضطرابات واختلال الأمن؛ وذلك لإظهار الدين الإسلامي بأنه دين المحبة والمودة والرحمة والتعاون على الخير، ولإظهار المجتمع الإسلامي بالمظهر الذي هو أهله من حيث التعاطف والتراحم والتآلف والتعاون على البر والتقوى، والإسهام في إصلاح المجتمعات الإنسانية والعناية بالحقوق الإنسانية واحترامها، والبعد عن ظلم أهلها بالاعتداء عليها، سواء كانت أموالا أو أعراضا أو نفوسا.
وبالجملة فإن تأليف القلوب على الإسلام، وعلى العناية بالمسلمين، والوقوف معهم في الحفاظ على كيانهم ومقامهم - يعتبر مطلبا شرعيا يبذل في سبيل تحصيله وتأمين مستلزماته ومقتضياته الثمن الغالي، سواء كان من الصدقات، أو من الزكوات، أو من الفيء على المسلمين، أو كان من غنائم غنموها في جهادهم مع أهل الكفر والشرك والضلال، وفيما تقدم من الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكفي للقناعة التامة بصحة ذلك ووجاهته، واعتباره مقصدا شرعيا يجب الأخذ به في كل حال تقتضي ذلك وتستلزمه، وأحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي رسول الله، والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه القاضي بمحكمة التمييز بمكة المكرمة وعضو هيئة كبار العلماء