في يوم من الأيام وكنت عائدا مع سماحته وفق العادة من مجلس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في الديوان الملكي بالرياض للعلماء، لما وصلنا بيت سماحته وعند تعريجه على المجلس الذي يمتلئ بالضيوف وأصحاب الحاجات ليقول لهم: تفضلوا لتناول طعام الغداء كما هي عادته يوميا لأن سروره يزداد كلما زاد عددهم، إذا بواحد منهم، من شرق أفريقيا يقوم ليسلم على سماحته، ويطلب منه أن يعطيه " المشلح " وهو العباءة التي يرتديها سماحته لأنه معجب بها ويريد أن يلبسها في بلاده. ليقول لهم هذه عباءة الشيخ ابن باز، ولما قال له الشيخ: سأعطيك غيرها. . أصر الرجل عليها بعينها، فخلعها أمام الضيوف جميعهم، وأعطاها له:
ولو لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله
٢ - التواضع والحلم: فهو في تواضعه لين الجانب، يألفه الصغير والكبير، النساء والرجال، يحرص في تواضعه بأن يتلطف إلى السائلين والسائلات، ويرق لهم في الإجابة، ويتبسط في عرض الجواب بحسب مقدرة وفهم السائل ومستواه. . لا يتشدد في الجواب ولا يعنف.
ويحرص في تواضعه أن يترسم خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقف للطفل إذا كان له حاجة، وينعطف بجسمه وحواسه ليستمع للمرأة: سائلة أو شاكية، ولا يصدر عن ورده أحد مهما كان صغيرا أو كبيرا، إلا ويشعر أن الشيخ عبد العزيز مختص في تفهم حاله هو، توجيها ورعاية بحيث لو عاد إليه،