٢ - للإمام ابن القيم كتابات بديعة جدا تتعلق باللسان وحفظه مناسبة لهذا الأصل، ولولا خشية الطول لذكرت فصولا رائعة من كلامه المبثوث في عدد من كتبه من أنفسها ما جاء في كتابه " الجواب الكافي": " (٣٧٩ - ٣٨٩)، ومما قال رحمه الله: " ومن العجب: أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب؛ وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول. وإذا أردت أن تعرف ذلك فانظر فيما رواه مسلم في صحيحه - ثم ذكر الحديث رقم ٤ - فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء أن يعبده أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله. وفي حديث أبي هريرة نحو ذلك، ثم قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته " (١)