للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبادة غيرنا فيطيعونهم بذلك " (١)

وكان أهل الجاهلية إذا نزلوا منزلاً بوادٍ مخيف في أسفارهم استعاذوا بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه من الجن، وقد حكى الله ذلك عنهم فقال: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} كبرًا وعتوًّا، أو غيًّا وضلالاً.

وقال ابن جرير في تفسير هذه الآية: " يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هؤلاء النفر: وأنه كان رجال من الإنس يستجيرون برجال من الجن في أسفارهم إذا نزلوا منازلهم ... "

وقال السعدي في تفسير هذه الآية: " أي: كان الإنس يعبدون الجن ويستعيذون بهم عند المخاوف والأفزاع، فزاد الإنس الجن رهقًا، أي: طغيانًا وتكبرًا لما رأوا الإنس يعبدونهم ويستعيذون بهم، ويحتمل أن الضمير في زادوهم يرجع إلى الجن ضمير الواو أي: زاد الجن الإنس ذعرًا وتخويفًا لما رأوهم يستعيذون بهم، ليلجئوهم إلى الاستعاذة بهم، فكان الإنسي إذا نزل بواد مخوف قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه "


(١) تفسير السعدي ص ٦٥٠، وانظر تفسير ابن جرير (٢٢/ ١٠٢).