وقال أيضًا تعليقًا على مسمى التوحيد عند المتكلمين:" فقد تبين أن ما يسمونه (توحيدًا) فيه ما هو حق وفيه ما هو باطل، ولو كان جميعه حقًا فإن المشركين إذا أقروا بذلك لم يخرجوا فيه من الشرك الذي وصفهم الله به في القرآن، وقاتلهم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، بل لا بد أن يعترفوا بأنه لا إله إلا الله وليس المراد بالإله: هو القادر على الاختراع، كما ظنه مَنْ ظنّه من أئمة المتكلمين، حيث ظن أن الإلهية هي القدرة على الاختراع، وأن من أقرّ بأن الله هو القادر على الاختراع دون غيره فقد شهد أنه لا إله إلا هو، فإن المشركين كانوا يقرون بهذا وهم مشركون، كما تقدم بيانه، بل الإله الحق هو الذي يستحق أن يعبد فهو إله بمعنى مألوه، لا [إله] بمعنى [آلِه]، والتوحيد: أن يُعْبدَ اللهُ وحده لا شريك له، والإشراك أن يجعل مع الله إلهًا آخر "(١)
٢ - وقال ابن أبي العز الحنفي - رحمه الله - في شرح الطحاوية في ذكر أنواع التوحيد:" وأما الثاني وهو توحيد الربوبية كالإقرار بأنه خالق كل شيء، وأنه ليس للعالم صانعان متكافئان في الصفات والأفعال، وهذا التوحيد حق لا ريب فيه، وهو الغاية عند كثير من أهل النظر والكلام وطائفة من الصوفية، وهذا التوحيد لم يذهب إلى نقيضه طائفة معروفة من بني آدم. . . "، ثم ذكر أن أهل الكلام تعبوا