وأعتقوهم، ويبلغ التكافل الاجتماعي ذروته بقضاء الدين عن المدينين، وإعانة من يريد الزواج وتقديم المساعدة إلى من يريد أداء فريضة الحج.
لو اجتمع علماء اقتصاد العالم كله ما استطاعوا أن يوازنوا بين موارد الدولة ومصارفها كما فعل عمر، ومهما تشدق وطبل المطبلون من العلمانيين والشيوعيين، وكل من نادى بفصل الدين عن الدولة، نقول لهم: ها هو المجتمع الإسلامي المتكامل، لا ظلم فيه ولا جور، ولا جائع ولا مسكين ولا محتاج ولا تفرقة فيه ولا محاباة، يقوم أساسا على القيم والأخلاق الإنسانية، ويطبق المبادئ الإسلامية كاملة، وظل كذلك فترة من الزمن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده. وتجدد ذلك في عهد عمر بن عبد العزيز الذي طبق فأحسن التطبيق، فكانت السعادة وكان الرخاء، وكان الأمن والأمان والمساواة الاجتماعية بين جميع الأجناس، والحب الذي خفقت به القلوب، حتى أنهم كانوا يبحثون عن الفقير يعطونه الزكاة فلا يجدونه.