للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الانحراف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه ضيق حالهم، وكلمه في أن يبيعه وأصحابه طعاما، فيرهنوه سلاحهم، فأجابهم إلى ذلك.

ورجع سلكان إلى أصحابه، فخرجوا إلى ابن الأشرف اليهودي، وشيعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى " بقيع الغرقد " (١). في ليلة مقمرة، فأتوا كعبا، فخرج إليهم من حصنه، فتماشوا، فوضعوا عليه سيوفهم، ووضع محمد بن مسلمة مغولا، كان معه في ثنته (٢)، فقتله.

وصاح ابن الأشرف صيحة شديدة انذعر بها أهل الحصون حواليه، فأوقدوا النيران دون جدوى.

وجرح الحارث بن أوس في رجله ببعض سيوف أصحابه أو في رأسه، فنزفه الدم، وتأخر قليلا عن أصحابه، الذين سلكوا على بني أمية بن زيد إلى بني قريظة، إلى " بعاث "، إلى " حرة العريض " (٣)، فانتظروا صاحبهم الحارث هناك حتى وافاهم، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الليل وهو يصلي، فأخبروه بقتل ابن الأشرف.

وهكذا انتهت حياة أحد أعداء المسلمين الذي آذاهم وحرض عليهم كثيرا.


(١) بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة المنورة.
(٢) الثنه من الإنسان: ما دون السرة، فوق العانة، أسفل البطن.
(٣) حرة العريض: حرة بالقرب من المدينة. لا ذكر لها في معجم البلدان.