المطلوب، بدون الإيمان العقدي الذي يضرب سياجًا أمنيًا على الإنسان في جميع تصرفاته، وهو من مستلزمات الرّاحة والاطمئنان في الفرد والجماعة.
ولا تستقيم هذه الأمور مع الفكر الضال، الذي هتك ستر الأمن لضعف الوازع الإيماني، فنشأ عن ذلك الإرهاب والإفساد، وشق عصا الجماعة والخروج على ولاة الأمور، وقتل الأبرياء، وتخويف الآمنين .. بدون هدف معيّن ولا مطالب ذات أهمية في الأمور الشرعية.
فكان الفكر الذي قاد إلى الإرهاب لا هدف له، ولا وطن معروف، حتى يمكن التفاهم مع المنظّرين له، ولا قيادة تأخذ وتعطي، وإنما تهديدات وتصرفات، يحتار فيها الحليم كما قيل:
لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والأمن العام، الذي ترعاه الحكومات، من أجل حماية وراحة المواطنين، والقضاء على ما يؤرقهم، حتى يأمنوا على أنفسهم وأولادهم، وأموالهم وجميع ممتلكاتهم، هو المطمئن للفرد والجماعة حتى تستقيم أحوال الناس، وتستقر أوضاعهم.
وهو ما ترعاه شريعة الإسلام، مع تقوية ركائز الإيمان بالعمل، مع تقوى الله، ذلك الحاجز الذي يمنع من استقرّ في قلبه الإيمان، من التجرؤ عليه، حيث تُحْمى بموجبه الأعراض والأموال وترعى المصالح بمهابة الدولة، ومتابعة ولاة الأمر فيها، كل ما يثبّت أركان