للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنشره واطلاع الناس عليه، وبيان ثبوته وقبول أهل العلم له.

فإظهاره يعتبر إضافة إلى معتقد أهل السنة ومصنفاتهم، وتأكيدا لأقوالهم في مسائل الاعتقاد.

ومما يزيد في أهمية هذا الاعتقاد، ويرغب في إظهاره للناس أن قتيبة يقول فيه: "هذا قول الأئمة. . . ".، فهو يحكي الإجماع، إجماع أهل السنة في الأمور التي ذكرها من مسائل الاعتقاد، فهو حكاية لإجماع أهل السنة، لا مجرد قول له أو لمشايخه أو أهل بلده. فإظهار هذا إظهار لإجماع أهل السنة في هذه المسائل، من نقل إمام جليل موثوق به، لقي الحفاظ والأئمة، كمالك بن أنس إمام دار الهجرة، والليث بن سعد إمام مصر. وروى عنه الأئمة أئمة أهل السنة، كالإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ويحيى بن معين، وأبي حاتم الرازي وغيرهم، وزار البلاد الآهلة بالعلماء، فرحل إلى المدينة ومصر وبغداد وغيرها.

وقد أدرك الحافظ الذهبي - رحمه الله - أن هذا نقل للإجماع، فقال بعد أن ذكر قوله في علو الله عز وجل: "فهذا قتيبة في إمامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة" (١).

ومع ثبوت هذا المعتقد عن هذا الإمام كما سيراه القارئ - إن شاء الله- ونقل أهل العلم له فإن بعض من يحمل لواء الجهمية من المعاصرين قد طعن في نسبته إلى قتيبة دون أن يقيم


(١) (العلو للعلي الغفار) للذهبي ص ١٢٨ و ١٣٢