للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن تيمية: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} (١) أي لا يكرثه ولا يثقله وذلك مستلزم لكمال قدرته وتمامها، بخلاف المخلوق القادر إذا كان يقدر على الشيء بنوع كلفة ومشقة، فإن هذا نقص في قدرته وعيب في قوته (٢) ا. هـ.

وهذه الصفة من الصفات السلبية، النفي فيها يتضمن صفات الكمال، لأن نفي ذلك يستلزم أنه قوي، قادر، محيط عليم إلى غير ذلك من الصفات التي اتصف بها الخالق – عز وجل – من غير تشبيه ولا تحريف ولا تعطيل.

حفظهما الحفظ: نقيض النسيان، وهو التعاهد وقلة الغفلة، وحفظ المال والسر حفظا: أي رعاه، ومنه الحفظة: الذين يحصون الأعمال ويكتبونها على بني آدم من الملائكة (٣).

وهؤلاء الحفظة يكتبون ويحصون على ابن آدم كل خير وشر وطاعة ومعصية بعلم الله عز وجل، وهذا يقتضي إحاطته بأحوال العباد كلها الظاهر منها والباطن، فمن هذا يتضح لنا أن الله عز وجل قد حفظ على عباده ما عملوه وأحصاه عليهم. {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} (٤).

أيضا من المعاني التي يتضمنها الحفظ حفظه لجميع خلقه بهدايتهم وتيسيرهم إلى مصالحهم وأمور معاشهم، ودفع ما يضرهم، فهو سبحانه


(١) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٢) الرسالة التدمرية ابن تيمية ٤٠.
(٣) لسان العرب ٧/ ٤٤١.
(٤) سورة المجادلة الآية ٦