للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه دليل على إثبات القدمين لله – عز وجل – وقد جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة.

فقد روى البخاري بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اختصمت الجنة والنار إلى ربها، فقالت الجنة: رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس، وقالت النار: أوريت بالمتكبرين - يعني أججت بهم – فقال الله للجنة أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي، أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها. قال: فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا، وإنه ينتهي إلى النار من يشاء فيلقون فيها، فتقول: هل من مزيد؟ ثلاثا حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويرد بعضها إلى بعض وتقول: قط قط ثلاثا (١)»

ولا يلزم من إثبات القدمين لله – عز وجل – التجسيم، ولا التشبيه، فهو سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل في أسمائه ولا في صفاته.

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٢).

وأهل السنة والجماعة يثبتون القدمين لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته، وهما ليستا جارحتين ولا يقال ذلك خلافا للمشبهة، ويثبتونها له عز وجل من غير تعطيل خلافا للجهمية المعطلة.


(١) البخاري ١٣/ ٤٣٤ كتاب التوحيد، باب ما جاء في قوله: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) ح (٧٤٤٩).
(٢) سورة الشورى الآية ١١