للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم واهتمامه برعيته، بخلاف ما يدسه أعداء الإسلام، كما ذكر المستشرقون في الموسوعة الإسلامية: أن هذه المحبة ترجع إلى الرغبة في التقليل من شأن بيت علي (١).

وقد روي في سيرة أسامة مواقف تنبئ عن مكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبته صلى الله عليه وسلم له ولأبيه زيد بن حارثة؛ منها:

١ - ما رواه ابن سعد بسنده، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «عثر أسامة على عتبة الباب، أو أسكفة الباب فشج جبهته. فقال صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، أميطي عنه الدم، فتقذرته. قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص شجته ويمجه، ويقول: لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه (٢)».

كما ذكر الترمذي في مناقب أسامة رضي الله عنه حديثا، عن عائشة رضي عنها قالت: «أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحي مخاط أسامة، قالت عائشة رضي الله عنها: دعني حتى أنا الذي أفعل، فقال صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، أحبيه، فإني أحبه (٣)».

٢ - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه، ويعطف عليه؛ فقد روى ابن سعد حديثين متصلين «بأسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ به وبالحسن بن علي، ويقول: اللهم إني أحبهما فأحبهما (٤)»، رواه البخاري في صحيحه أيضا.

وفي حديث ثالث رواه البخاري أيضا، قال أسامة بن زيد: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى، ثم يضمنا، ثم يقول: اللهم ارحمهما فإني أرحمهما (٥)»

وقد روى الشعبي، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول


(١) دائرة المعارف الإسلامية ٣: ٢٣٠.
(٢) الطبقات ٤: ٦٢، وأسد الغابة ١: ٨٠.
(٣) مناقب أسامة رقم ٣٨١٨ وقال الترمذي حسن غريب.
(٤) الطبقات ٤: ٦٢.
(٥) الطبقات ٤: ٦٢.