للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكثيرا ما تروج هذه الدعوة الكاذبة على الدهماء والطغام من العوام فيصدقها الناس ويسيرون وراء كل ناعق بها، وما ذاك إلا لجهل الكثير من الأمة بعقيدته وواقع الحال، فالجهل أوقعهم في مثل هذه المزالق الشيطانية وأرداهم إلى المهالك، والتاريخ شاهد على ذلك، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة): (ادعى خلق كثير أنه المهدي، عدد لا يحصيه إلا الله) وسيأتي في موضعه.

[المهدي من علامات الساعة الكبرى]

إن موضوع المهدي من علامات الساعة الكبرى وأشراطها العظمى التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشراط الساعة الكبرى من الأمور الغيبية التي كلف الله عباده بالتصديق بها والإيمان بمدلولها، وعقيدتنا تملي علينا وجوب الإيمان بذلك.

قال تعالى: {الم} (١) {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} (٢) {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} (٣)، والأمور الغيبية لا تثبت بالمنامات ولا بالإرهاصات والمكاشفات، كما أنها لا تثبت بالأوهام والتخيلات أو الادعاءات الكاذبة، إنما تثبت بالأدلة الشرعية من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالمغيبات لا تثبت بالاجتهادات العقلية ولا الآراء الشخصية إنما ذلك بالنصوص الشرعية العقلية، وهذا حال كل أمر غيبي. ولهذا جاء في كتاب لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية في


(١) سورة البقرة الآية ١
(٢) سورة البقرة الآية ٢
(٣) سورة البقرة الآية ٣