وخوفهم من الله وأن يكون في منتهى القوة والقناعة والزهد معهم. فيكون كشأن عالم أهل مكة المشهور عطاء بن أبي رباح مع الخليفة الأموي عبد الملك:
" عن الأصمعي قال: دخل عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه على عبد الملك بن مروان وهو جالس على سريره، وحواليه الأشراف من كل بطن - أي قبيلة - وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته، فلما بصر به قام إليه، وأجلسه معه على السرير وقعد بين يديه، وقال له: يا أبا محمد. ما حاجتك؟ فقال: يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله وحرم رسوله، فتعاهده بالعمارة، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار، فإنك بهم جلست هذا المجلس. واتق الله في أهل الثغور، فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين، فإنك وحدك المسئول عنهم، واتق الله فيمن على بابك فلا تغفل عنهم، ولا تغلق بابك دونهم.
فقال له: أجل، أفعل.
ثم نهض عطاء وقام فقبض عليه عبد الملك - أي على يده - وقال يا أبا محمد، إنما سألتنا حاجة لغيرك، وقد قضيناها، فما حاجتك أنت؟ قال: ما لي إلى مخلوق حاجة. ثم خرج.
فقال عبد الملك: هذا وأبيك الشرف" (١).
وإذا أجدت هذه الطريقة مع بعض الناس ولم تجد مع آخرين فإنه يغير الأسلوب ويلجأ إلى طريقة أخرى من الطرق المناسبة.
(١) كلمة تجري على الألسن ولا يقصد بها الحلف كقوله صلى الله عليه وسلم (أفلح وأبيه إن صدق).