للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما نهيت عنه، إذ يوردها المهالك، كما قال سبحانه وتعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ} (١)، وأداء لحق العهد المأخوذ على من عرف شرع الله بتوضيحه للناس حتى لا يقع فيما وقع فيه أهل الكتاب من قبل من كتمان الحق، كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (٢). واستجابة لأمر الله وخوفا من وعيده في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} (٣)؛ فإن من واجب من يشارك في أمثال هذه اللقاءات، عليه أن يكون متصفا بأمور منها: -

١ - العلم فيما يتحدث عنه، والإحاطة بجوانبه حتى لا تنزلق قدمه بعثرة في لسانه، فتحسب غلطة على الأمة الإسلامية، أو تلصق بالدين نفسه، خاصة عند أمثال هؤلاء الذين يعتبرون ما يصدر عن الأشخاص تعبيرا عن شعور الأمة، وانعكاسا للعقيدة.

٢ - الإدراك لما قصدوه في ندواتهم هذه، وما قدموه للملأ من موضوعات؛ لإبانة نظرة الإسلام وتوضيحه للأمور من منطلق المفهوم الإسلامي، حسبما وضح من مصدري التشريع فيه، وفهمه الصفوة الأولى من هذه الأمة، لا من زاوية ادعاءاتهم هم.

٣ - الحلم وضبط النفس: فالمناظرات والمداولات تستدعي الإثارة، ومن يغضب يسيء من حيث أراد الإحسان، أما الحليم فإنه يستجر من يناظره برفق ولين حتى يدرك خفايا نفسه، ثم يسيطر على الموقف لاقتران حلمه بالإدراك والعلم.


(١) سورة غافر الآية ٤
(٢) سورة آل عمران الآية ١٨٧
(٣) سورة الزخرف الآية ٤٤