للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنب التيس بتشديد الباء المفتوحة: صاح عند الوثوب للسفاح، الحزن بفتح الحاء: ما غلظ من الأرض، لحاه، شتمه، الصميم: الخالص، الرعاع: الضعفاء، شعوب بفتح الشين: الموت، لواذا: مستترين، الحلوم: العقول، العاتق: ما بين الكتف والعنق، النجوم هنا: يراد بهم الأشراف.

يذكر حسان في هذه الأبيات أن الأهاجي التي يرسلها ابن الزبعري لا تشبه إلا صياح التيوس وأنه لا يكثرت بشتائمهم يرسلها لئيم خامل في قومه، ثم راح يعير قريشا بمقامها في أحد حين تولى حمل اللواء نفر من بني قصي تساقط منهم تسعة تعاقبوا حمل اللواء فسقطوا واحدا إثر آخر، فلما لم تجد قريش لواءها مرفوعا فروا ولكنهم أبيدوا جميعا، وأوردوا المنايا، وقدم الشاعر صورة لقريش تستتر وتستخفى وقد طاشت عقولها من الهول.

وقدم الشاعر أكثر من صورة للمعركة المضطربة: صورة الفرار، وصورة الإبادة، وصورة قريش تساق إلى الموت والرماح محطومة في ظهورها، وصورة للمتسللين الذين أذهلهم الخوف فطلبوا الحياة وراء صخور الشعاب بعيدا عن عيون المسلمين (وكل ذلك كان في الفترة الأولى قبل أن تطلع عليهم خيول خالد).

* * *