للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في صورة حليم، ومعتوه في مسلاخ (١) عاقل، آثر الحظ الفاني الخسيس على الحظ الباقي النفيس، وباع جنة عرضها السماوات والأرض بسجن ضيق بين أرباب العاهات والبليات؛ ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار بأعطان ضيقة آخرها الخراب والبوار؛ وأبكارا عربا أترابا كأنهن الياقوت والمرجان بقذرات دنسات سيئات الأخلاق، مسافحات أو متخذات أخدان؛ وحورا مقصورات في الخيام بخبيثات مسيبات بين الأنام؛ وأنهارا من خمر لذة للشاربين بشراب بخس مذهب للعقل مفسد للدنيا والدين؛ ولذة النظر إلى وجه العزيز الرحيم بالتمتع برؤية الوجه القبيح الدميم؛ وسماع الخطاب من الرحمن بسماع المعازف والغناء والألحان؛ والجلوس على منابر اللؤلؤ والياقوت والزبرجد يوم المزيد بالجلوس في مجالس الفسوق مع كل شيطان مريد؛ ونداء المنادي يا أهل الجنة إن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا، وتحيوا فلا تموتوا، وتقيموا فلا تظعنوا له، وتشبوا فلا تهرموا، بغناء المغنين.

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم


(١) المسلاخ: الجلد، ويقال في المدح والذم: هو ملك أو حمار في مسلاخ إنسان. المعجم الوسيط ١/ ٤٤٢.