للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن تختلف الأديان في تشريعاتها لاختلاف أحوال الأمم الاجتماعية ودرجة استعدادها العقلي. لقد كانت الرسالات قبل الرسالة المحمدية رسالات محلية، قومية، محدودة بفترة من الزمان - ما بين عهدي رسولين - وكانت كل رسالة تتضمن تعديلات وتحويرا في الشريعة، يناسب تدرج البشرية، وكانت البشرية تخطو على هدى هذه الرسالات خطوات محدودة، حتى جاءت رسالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى الإنسانية كلها، وختم الله سبحانه بها جميع الرسالات السماوية، وجعلها ناسخة لها، وأتم بها نعمته على العالمين، واختار الأمة المسلمة؛ لتتلقى تراث الرسالة كله، وتقوم على دين الله في الأرض) (١).

قال تعالى: {وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (٢) الآية وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار (٣)».

وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} (٤) {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (٥)


(١) انظر الرسل والرسالات لعمر سليمان الأشقر ص ٢٣٩ ط الثالثة ١٤٠٥ هـ مكتبة الفلاح بالكويت.
(٢) سورة الحج الآية ٧٨
(٣) صحيح مسلم ج ١/ ١٣٤ باب ٧٠ حديث رقم ١٥٣ مسلسل ٢٤٠.
(٤) سورة آل عمران الآية ٨١
(٥) سورة آل عمران الآية ٨٢