للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني: إن كل شيء يبقى على حالته، ولا يخرج عنها إلا بمخرج يخرجه عنها. هذا هو قانونكم، فاستمعوا لسؤالي:

عناصر الأرض ميتة (أوكسجين أدروجين) وهما (جماد) كما تقولون - ونحن معكم أيضا. فإذا نزل الماء الجماد المركب من عنصرين ميتين على الأرض الميتة - سرت فيها حياة - كما تقولون في (علم الأحياء) ونحن معكم، وقد سبق القرآن بتقرير ذلك أكثر من مرة {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (١) {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} (٢) {فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (٣).

فبالله خبروني: من الذي أخرج الماء الميت المركب من عناصر ميتة، والأرض الميتة - من موتها؟ ومن الذي بعث الحياة في هؤلاء العناصر الأموات؟؟ {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (٤).

وبعبارة أخصر وأوضح: (من الذي أخرج الحي من الميت)؟؟؟

(إن أجبتم) بأنه القوي الباطن الذي لا تدركه الأبصار، القادر الظاهر البارئ لما نرى من مخلوقات وآثار، الذي وصف نفسه بقوله: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (٥) أكملنا لكم الآية الكريمة من سورة الروم: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} (٦) وهنا لزمكم الاعتراف بالخالق الباعث.

(وإن عجزتم عن الإجابة) أحلتكم على مواطن الإجابة مسطورة ومنشورة، ومرئية ومسموعة، لكي تنظروها بأعينكم في هذا الكون المملوء بالآيات والآثار والظواهر والأسرار، ولكي تقرءوها، وتسمعوها بآذانكم وتتدبروها وتعوها بقلوبكم وعقولكم - في كتاب ربكم.


(١) سورة الروم الآية ٢٤
(٢) سورة الفرقان الآية ٤٩
(٣) سورة فاطر الآية ٩
(٤) سورة الحج الآية ٥
(٥) سورة الروم الآية ١٩
(٦) سورة الروم الآية ١٩