قال (بعضهم): ينبغي للداعي أن يكون حديثه مع العامة في حال مخالطته ومجالسته لهم في بيان الواجبات والمحرمات ونوافل الطاعات وذكر الثواب والعقاب على الإحسان والإساءة، ويكون كلامه معهم بعبارة قريبة واضحة يعرفونها ويفهمونها، ويزيد بيانا للأمور التي يعلم أنهم ملابسون لها. كما كان حال الرسل مع أممهم، فإنهم بعد دعوتهم قومهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كانوا يعالجون الأمراض الاجتماعية الفاشية في أممهم، فنرى نوحا وهودا وصالحا وإبراهيم يهتمون كثيرا بالتوحيد والقضاء على الشرك بشتى الوسائل. . لأن (الوثنية) كان متسلطة على عقول قومهم. . . ونرى لوطا عليه السلام جعل همه في القضاء على الفاحشة اللواطة لافتتان القوم بها وفشوها عندهم حتى ألفها الناس وأصبح التنزه منها معدوما بينهم وذلك منتهى الانحطاط والانحلال الخلقي، وترى شعيبا عليه السلام بعد دعوة قومه إلى التوحيد ينهاهم عن نقص الكيل والوزن ويأمرهم بإيفائها لانتشار الغش بينهم، وهكذا بقية الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.