للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكاذيب متناسية أن الإسلام أباح الزواج بأربع غير أن للواحد منهم عشرات أو مئات من الخليلات، كما أن الإسلام أباح الطلاق غير أن نسبة الطلاق لدى المسلمين ما هي إلا نسبة ضئيلة جدا إذا ما قيست بالطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية. غير أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون الأمريكي لا يمكنه التمييز بين الغث والسمين، لذلك فإنه تدريجيا يتشرب الأباطيل التي ينشرها هذا التلفزيون عن المسلمين (١). لذلك فقد غدا المسلمون في مسيس الحاجة إلى تربية صحيحة متوازنة خاصة بهم تعمل على وقاية الجيل الناشئ من الانجراف وسط التيار الأمريكي العاتي من جهة، وتعمل على المحافظة على الكبار متمسكين بدينهم متميزين عن سائر أبناء ذلك المجتمع الهابط من جهة أخرى.

وعلى ضوء ذلك، وأمام هذا التحدي الخطير الذي سيعصف بأبناء المسلمين إن هم اقتصروا على ما تزودهم به البيئة الأمريكية من ثقافة، سواء أكان في المدرسة أو في المجتمع أو بقضاء ساعات طوال مع التلفزيون، أمام كل هذا سارع الغيورون من المسلمين إلى تزويد أبنائهم بقسط معقول من الثقافة الإسلامية، المتمثلة في دراسة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية واللغة العربية والعبادات والمعاملات والتاريخ الإسلامي.

فأين كان المسلمون يزودون أبناءهم بهذه الثقافة ما داموا لا يملكون مدارس خاصة بهم؟ لقد كان ذلك ولا زال يتم في ظلال بيوت الله تعالى، في المساجد التي بدأت تنتشر في القارة الأمريكية منذ أوائل هذا القرن. أما قبل ظهور المساجد في أمريكا فكان المسلمون يعلمون أبناءهم ويؤدون صلاتهم في بيوت بعضهم، وكان يؤمهم أقرؤهم لكتاب الله سبحانه وتعالى (٢) ففي سنة ١٩٠٠م أقامت جالية مدينة روس Russ في ولاية نورث داكوتا north dakota أول صلاة جماعية لهم في أحد المنازل


(١). mehdi p. ٩.
(٢) . abraham، arabs in the new world، p. ٧٨.