للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخاصة (١) ذلك أن طبيعة العلاقات السلبية بين الشرق الإسلامي والغرب النصراني لم تكن حتى عهد قريب تفسح المجال أمام المسلمين لإقامة مساجد خاصة بهم. فالسلطات الحاكمة في بلاد النصارى كانت حريصة إلى حد الإصرار والتزمت، بألا يرتفع في بلادهم منارة ينطلق منها صوت المؤذن بالدعوة إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، وفق الشعائر الإسلامية السمحة، التي نادى بها الرسول الأعظم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم (٢).

أما أول مسجد أنشئ في أمريكا - وهو الآن مع الأسف كنيسة - فقد بني في مدينة هايلاند بارك hyland park في ولاية ميشيغان michigan في سنة ١٩١٩م ثم قامت الجالية الإسلامية في مدينة روس russ بولاية نورث داكوتا north dakota ببناء مسجد لهم سنة ١٩٢٠. وتلاه مسجد ديترويت سنة ١٩٢٢. ثم قام اتحاد الشباب المسلمين بتأسيس مسجد في مدينة بروكلين brooklyn بولاية نيويورك new york سنة ١٩٢٣م (٣) وفي سنة ١٩٢٤ قامت الجالية الإسلامية في مدينة ميشيغان michigan بولاية انديانا indiana ببناء مسجد هناك (٤) وفي سنة ١٩٢٥ استأجرت الجالية الإسلامية في مدينة سيدار رابذر cedar rapids على بعد ثمانين ميلا غرب نهر المسيسيبي في ولاية أيوا iowa بناية لتكون مسجدا يربط أبناء الجالية دينيا واجتماعيا وثقافيا (٥) وفي سنة ١٩٣٤ قامت هذه الجالية ببناء أول مسجد في أمريكا صمم خصيصا ليكون مسجدا، ولذلك فقد أطلق عليه اسم المسجد الأم، وقد باشر الإمامان اللذان كانا في " المسجد الأم " وأحدهما من دمشق والآخر من نجد، تدريس اللغة العربية على الفور (٦) ثم إن هذه الجالية الرائدة شيدت في سنة ١٩٧٢ مسجدا جديدا تبلغ مساحته خمسة أضعاف مساحة " المسجد الأم " ليكون مكانا متسعا للصلاة والمدرسة والمكتبة معا (٧).

وتسابقت الجاليات الإسلامية في مختلف المدن الأمريكية إلى بناء


(١). ibid p. ١٩.
(٢) . ibid p. ٦٨.
(٣) . elkholy، p. ٢٥.
(٤) . abraham، arabs in the new world. P. ٦٨.
(٥) . Elkholy. P. ٢٥.
(٦) . mehdi. P. ١٥.
(٧) . ibid p. ٢١.