للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وحديث معاذ بن جبل: "اتق الله حيث ما كنت".

وخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري قال: قلت يا رسول الله, أوصني قال: "أوصيك بتقوى الله, فإنها رأس كل شيء, وعليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية الإسلام" وفي رواية: "عليك بتقوى الله, فإنه جماع كل خير" (١) .

وخرج الترمذي عن يزيد بن سلمة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله, إني سمعت منك حديثا كثيرا فأخاف أن ينسيني أوله آخره, فحدثني بكلمة تكون جماعا قال: "اتق الله فيما تعلم". (٢) .

ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها, ويوصون بها في خطبهم.

والتقوى في السر: هي علامة كمال الإيمان, ولها تأثير عظيم في إلقاء الله تعالى لصاحبها المحبة والثناء في قلوب المؤمنين.

ويدل على ذلك قوله جلاله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} (مريم:٩٦) .

وحديث: "إذا أحب الله تعالى عبدا نادى جبريل أني أحب فلانا ... إلى آخر قوله فيوضع له القبول" (٣) .

قال أبو الدرداء: "ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر, يخلو بمعاصي الله, فيلقي الله تعالى البغض في قلوب المؤمنين".


(١) (٣/٨٢) عن حسين بن الوليد القرشي, عن إسماعيل بن عياش, عن الحجاج بن مروان الكلاعي, وعن عقيل بن مدرك السلمي عن أبي سعيد الخدري. وهذا سند صحيح.
(٢) رواه الترمذي (٢٦٨٣) وقال: ليس إسناده بمتصل هو عندي مرسل, سعيد بن عمرو بن أشوع رواية عن يزيد بن سلمة لم يدركه.
(٣) رواه البخاري (٣٠٣٧) ومسلم (٢٦٣٧) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>