للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الروح الأمين, وحفظه عن تحريف المبطلين, وسماه حبلا على سبيل الاستعارة المرشحة, كما هو منصوص على ذلك عند علماء البيان, ووجه ذلك انه استعار بالحبل من حيث إنّ التمسك به سبب النجاة من الردى, كما أن التمسك بالحبل القوي سبب للسلامة عن التردي, ورشح ذلك بالاعتصام لأجل الوثوق به والاعتماد عليه. (١)

وعن علي مرفوعا في صفة القرآن قال: "هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم" (٢) (٣) .

وقد أخرج الإمام أحمد والترمذي والنسائي من حديث النواس بن سمعان (٤) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة, وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا, ولا تعرجوا, وداع يدعو من جوف الصراط, فإذا أراد أن يفتح من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه؛ فإنك إن فتحته تلجه, والصراط الإسلام, والسوران حدود الله, والأبواب المفتحة محارم الله, وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله تعالى, والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم" (٥)


(١) رواه الترمذي (٢٩٦٠) أحمد (١/٩١) قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه, وإسناده مجهول وفي الحارث مقال.
(٢) انظر: تفسير ابن كثير (٢/٧٣) .
(٣) انظر: تفسير أنوار التنزيل (١/١٧٥) .
(٤) في المخطوط "العرباض بن سارية" وهو خطأ, والصواب ما اثبت كما في الترمذي.
(٥) رواه أحمد (٤/١٨٢) والترمذي (٢٨٥٩) وقال حديث غريب, والحاكم (١/١٤٤) وقال: صحيح على شرط مسلم, ولا أعرف له علة ولم يخرجاه. والبيهقي في سننه (٦/٣٦١) . ولم أجده عند النسائي.

<<  <   >  >>