للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً} إنهم الخوارج" (١) .

وروى ابن جرير بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} وليسوا منك هم أهل البدع وأهل الشبهات, وأهل الضلالة من هذه الأمة (٢) .

وقال شعبة عن مجالد, عن الشعبي عن شريح عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: " {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً} هم أصحاب البدع والأهواء من هذه الأمة" (٣) .

والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين محمد (وكان مخالفا له, فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله, وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق, فمن اختلف وكان شيعا, كان كذلك كأهل البدع والنحل والضلالة, فإن الله قد برأ رسوله مما هم فيه, وهذا لقوله: {شَرَعَ لكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً} (الشورى: من الآية ١٣) فكل متمسك بشرع بعد الرسول فجهالات وضلالات وأراء وأهواء, فالرسول بريء منه. (٤)

قوله تعالى: {مُنِيبِينَ إِليْهِ} (الروم: من الآية ٣١) أي مقبلين عليه بالإقلاع عن الكفر


(١) رواه ابن ماجة (١٧٣) وابن أبي عاصم في السنة ص ٤٢٤, قال ابن كثير في تفسيره: "وروى عنه مرفوعا ولا يصح".
(٢) قال ابن كثير: "هذا إسناد لا يصح؛ فإن عباد بن كثير متروك الحديث, ولم يختلق هذا الحديث ولكنه وهم في رفعه فإنه رواه سفيان الثوري عن ليث وهو ابن أبي سليم عن طاووس عن أبي هريرة في الآيةأنه قال: نزلت في هذه الأمة".
(٣) قال ابن كثير: "رواه ابن مردودية وهو غريب ولا يصح رفعه".
(٤) هذا ترجيح الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى.

<<  <   >  >>