للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من الفرق الكبار المرجئة: (١)

لقبوا بذلك لأنهم يرجون العمل على النية, أي: يؤخرونه عنها, وعن الاعتقاد من أرجأه إذا اخره, قال تعالى: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} (الأعراف: من الآية ١١١) أي: أمهله وأخره.

وقيل: إنما سموا بذلك, لانهم يقولون لا تضر مع الإيمان المعصية, كما لا تنفع الطاعة مع الكفر, وقد افترقوا خمس فرق:

اليونسية: أصحاب يونس النميري, قالوا: الإيمان هو المعرفة بالله والخضوع, ولا يضر مع ذلك ترك الطاعات.

والعبدية: (٢) قبحهم الله وقبح مقالهم.

والغسانية: أصحاب غسان الكوفي, يقولون: إن الله فرض الحج, ولا ندري أهذه الكعبة أم غيرها؟ وبعث محمدا ولا ندري اهو الذي بالمدينة أو غيره؟.

والثوبانية: أصحاب أبي ثوبان المرجىء. (٣)

والتومنية: أصحاب أبي معاذ التومني, ومن مقالاتهم: ان السجود للصنم ليس كفرا, بل علامة على الكفر, وتبعهم ابن الراوندي وبشر المريسي قبحهم الله تعالى.

ومن الفرق الكبار الجبرية:

والجبر إسناد فعل العبد إلى الله, وهؤلاء يقولون بحدوث علمه تعالى, بل لا يتصف بعلم ولا قدرة, ويقولون بنفي رؤيته, وبخلق


(١) انظر: الفرق ص ١٥١.
(٢) أصحاب عبيد المكتئب, الذي يقول: إن ما دون الشرك مغفور لا محالة. انظر الملل (١/١٤٠) .
(٣) كذا في الفرق ص ١٥٢.

<<  <   >  >>