مريد, ولم يخش ما بين يديه من العذاب الشديد {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لهُمْ مَا يَتَّقُونَ}(التوبة: من الآية ١١٥) هذا ما قدرته في كون الدعاء حقيقة العبادة من قولي؛ لأن فيه إظهار الذل ... الخ, ينبغي أن يتدبر, فإنه أصل ترجع سائر أنواع العبادة إليه, وميزان حقائقها توزن عليه. فإن المتقرب بالنسك والنذر, وكذا الرجاء والخوف والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة, لو يعلم عجز المتقرب إليه وعدم دفعه الضر وجلبه النفع, وقدرته عليه لما تضرع وتمسكن وأبدى الخضوع بين يديه.
ولم يشرع الله عز وجل التقرب بشيء من حقه إلى ملائكته أو رسله أو الصديقين والصالحين من خلقه.
قال تعالى:{أَمْ لهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}(الشورى: من الآية ٢١) .