للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أهله فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن لله أهلين" قيل: من هم يا رسول؟ قال: "أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته" ١

والحديث عن فضل القرآن وفضل تلاوته وأثر تلاوته في حياة الناس حديث قد يطول، لما للقرآن من فضل، ولما ورد فيه من الأدلة الكثيرة، ولما كان من الصعب حصر كل ذلك في هذا البحث الموجز رأيت أن أقدم إشارات لطيفة إلى بعض ذلك، فما لا يدرك كله لا يترك جله. وإليك أيها القارئ الكريم شيء من تلك الأدلة التي جمعتها وحاولت الربط بينها ربطاً خفيفاً إما بتقديم للآية أو بذكر تفسير مختصر لها.

قلت: وبمعرفة صفات القرآن الكريم الواردة في آياته الكريمة والأحاديث والآثار، وبتدقيق النظر فيها يتجلى لنا فضل القرآن الكريم، ذلك الفضل الذي لم يقتصر على الأمة الإسلامية فقط بل تعداها إلى البشرية بعامة، فالقرآن مصدر الهداية المنزه عن الشك والريب، كيف لا وهو كلام الله الذي قاله بنفسه وأنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لهداية الثقلين الجن والإنس، قال تعالى: {آلم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} (البقرة: ١) . وقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ} (البقرة: ١٨٥) . وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (الإسراء: ٩) .

فأصح طريق وأقومه هو ما هدى وأرشد إليه القرآن الكريم لأنه النور المبين الذي ينير الطريق للبشرية في ظلمة هذه الحياة قال تعالى: {وَلَقَدْ


١ مسند الإمام أحمد بن حنبل ٣/ ١٢٧ و ١٢٨. وأورده الألباني في صحيح الجامع تحت رقم ٢١٦٥ وقال: صحيح.

<<  <   >  >>