للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الحوار والسجال على قدم المساواة ... إن صورة المسلم مطبوعة في وعينا على هذا النحو المخيف ... )) (١) .

ويشير باحث غربي آخر اسمه " جيمس وولتز " في دراسة له عن مواقف الغربيين من المسلمين قبل الحروب الصليبية أن أوربا عاشت حالة من عدم المبالاة تجاه الإسلام والمسلمين مدة من الزمن، ثم تحول ذلك الموقف إلى نوع من العداء السياسي ما بين (٧١٠ - ١١٠٠ م) ، ثم تحول إلى عداء ديني مع مواجهة عسكرية في بعض المراحل، ثم يقرر هذا الباحث بعد ذلك: إن المترسخ في أذهان الأوروبيين عن الإسلام هو صورة قاتمة، وذلك بسبب العداء الذي ذكاه موقف الباباوات من الإسلام منذ اندلاع الحروب الصليبية، وإلى أيام استعمار الغرب للعالم الإسلامي الذي لم ينته إلا منذ بضعة عقود (٢) .

إن مضمون النصوص السالفة أصبح اليوم حقيقة علمية أكدها عدد من المتخصصين في الاستشراق (٣) ، وفي ذلك دلالة على ضخامة حجم التشويه المتعمد، في تصورات الغربيين، وبخاصة المستشرقون منهم عن الإسلام.

إن مُسلّمة " شاخت " التي بنى عليها نظريته في السنة النبوية، والدالة على أن علماء الحديث والفقه من المسلمين كانوا لا يتورعون عن الكذب في نسبة


(١) الإسلام وأوربا تعايش أم مجابهة؟ (ص ٢٧) .
(٢) انظر كتاب صورة العرب في عقول الأمريكيين (ص٢٢ - ٢٣) .
(٣) انظر المستشرقون الناطقون بالإنجليزية (ص ٩٤ - ٩٦) ، رؤية إسلامية للاستشراق (ص ١٠٠ - ١٠١) ، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري (ص ١٣٨ - ١٤٤) ، عبد الرحمن بدوي فيلسوف الوجودية الهارب إلى الإسلام (ص ٣٠) .

<<  <   >  >>