للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نهاية الأيام الجميلة القديمة ... وبما أن تاريخ وفاة ابن سيرين هو ١١٠ ?، لذلك لا بد أن نعد نسبة هذا الكلام إلى ابن سيرين غير صحيحة، والأثر موضوع. وعلى كل فليس هناك ما يدعو إلى أن نقبل أن بداية الإسناد تسبق في وجودها بداية القرن الثاني الهجري)) (١) .

وبناء على مقتضى القواعد التي تقدم ذكرها في منهجية الفهم من النصوص التاريخية، سنرى أن تفسير " شاخت " متعسف جداً لما يلي:

١ - من المعلوم أن ابن سيرين ولد عام ٣٣ ?، وتوفي عام ١١٠ ?، وله من العمر ٧٧ سنة (٢) ، فالزعم أن معنى الفتنة يقصد بها مقتل الوليد بن يزيد سنة ١٢٦ ?، مصادم لتاريخ وفاة ابن سيرين.

٢ - بالنظر في مصطلح الفتنة عند ابن سيرين وجدناه يطلقها على ما جرى بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلممن قتال بسبب مقتل عثمان رضي الله عنه، ففي نص صحيح السند عن ابن سيرين نفسه يقول فيه: ((هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمعشرة آلاف، فما خف لها منهم مائة)) (٣) .

ومن المعروف أنه يستحيل أن يكون هذا العدد الكبير من الصحابة على قيد الحياة سنة ١٢٦ ? حين مات الوليد بن يزيد، مما يرجح أن المقصود هو ما حدث من قتال بين معسكري علي ومعاوية رضي الله عنهما بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.


(١) نقلاً عن دراسات في الحديث النبوي (٢ / ٣٩٤ - ٣٩٥) .
(٢) انظر تهذيب الكمال (٢٥ / ٣٥٣ - ٣٥٤) .
(٣) العلل ومعرفة الرجال لأحمد (٢ / ٤٦٦) .

<<  <   >  >>