فأقول: لقد اشتمل قول الكاتب هذا الذي لا يتجاوز سطرين على عدة كذبات على شيخ الإسلام وهذا بيانها:
الأولى: قوله عن شيخ الإسلام إنَّه يثبت الصفات بالأحاديث الموضوعة والإسرائيليات، وهذا كذب ظاهر على شيخ الإسلام لا يخفى على كل طالب علم قرأ كتبه، وتحذيرُه رحمه الله من الاستشهاد والاحتجاج بالأحاديث الموضوعة والإسرائيليات أشهر من أن يذكر، وقد قدمنا شيئاً من ذلك. فهاتان كذبتان على شيخ الإسلام:
الأولى: زعمه أنَّ شيخ الإسلام يحتج في الصفات بالأحاديث الموضوعة.
الثانية: زعمه أنَّه يحتج فيها بالإسرائيليات.
الكذبة الثالثة: تمثيله لإثبات شيخ الإسلام الصفات بالأحاديث الموضوعة بما ذكره عنه "أنَّ الله يتكلم بصوت يشبه صوت الرعد" فهذه الكلمة لم ترد في حديث وإنَّما وردت في أثر، وقد نصَّ شيخ الإسلام في الصفحة نفسها على أنَّه أثر، فهذه كذبة ثالثة على شيخ الإسلام.
الرابعة: أنَّ الأثر المشار إليه ضعيف وليس موضوعاً كما يوهمه سياق الكاتب.
الخامسة: أنَّ النص بتمامه الذي ورد فيه هذا الأثر ليس لشيخ الإسلام، بل جاء عنده ضمن نقل طويل عن كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد، وهو في الكتاب المذكور (ص: ٤٥) ، وهذا أمر أخفاه الكاتب، لأنَّه قصد بذلك التشنيع على شيخ الإسلام ابن تيمية، فهذه كذبة خامسة.
السادسة: قوله عن شيخ الإسلام أنه أثبت من هذا النص أن الله يتكلم بصوت يشبه صوت الرعد، فهذا كذب عليه؛ لأنه إنما أورد النص بتمامه للرد