السلف والأئمة، كقول أبي يوسف من طلب العلم بالكلام تزندق. وقول الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام. وكقول أحمد بن حنبل: علماء الكلام زنادقة. وقوله: ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح. وأمثال ذلك.
وإلا فالقول بأنَّ الأجسام مركبة من الجواهر المنفردة قول لا يعرف عن أحد من أئمة المسلمين لا من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا من بعدهم من الأئمة المعروفين".
قلت: فتأمل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بتمامه، ثم انظر ما فهمه هذا الكاتب منه، تجد أنَّه اجتمع له في ذلك سوء الفهم مع سوء القصد، فشيخ الإسلام ابن تيمية لم يثن في هذا النص على الكرامية بل قرن قولهم بقول الفلاسفة، ونقل آثاراً في ذم الكلام وأهله، وبيَّن أنَّ القول الذي قالوه لا يعرف عند أحد من أئمة المسلمين لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان، ولا من بعدهم من الأئمة المعروفين.
وعلى العموم فموقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الكرامية معروف قد بينه في غير موضع من كتبه، فيذكر عنهم أنَّهم وافقوا أهل الحديث في أمور وخالفوهم في أمور أخرى، فهم يحمدون فيما وافقوا فيه الحق ويذمون فيما فارقوا فيه الحق.
٢٧ قال الكاتب في هامش ص ٥١: "بل صرح بذلك أي بصفة السكوت ابن تيمية إمامه" انظر الموافقة على هامش منهاجه (٢/٣٨) .
وكان الكاتب قبل ذلك ذكر في المتن أنَّ ابن أبي العز يفهم من كلامه