قلت: يقول الكاتب ذلك لامتلائه غلاًّ وحقداً وغيظاً على هذين الإمامين اللذين أحيا الله بهما الدين ونصر بهما السنة وقمع بهما دابر المفسدين.
وقول الكاتب عن شرح العقيدة الطحاوية بأنَّه تلخيص لمنهاج السنة ولموافقة صريح المعقول جهل من الكاتب وكذب يعلمه كل من يقرأ الكتب الثلاثة المذكورة.
وابن أبي العز ينقل في كتابه عن كتب كثيرة عن الصحيحين والسنن والمسانيد وعن غيرها من كتب أهل السنة والجماعة مرتباً شرحه حسب ترتيب المتن المشروح.
٢٩ قال الكاتب ص ٥٨:" ... ولذلك صرح أهل السنة والجماعة بأن الله سبحانه لا يوصف بأنه خارج العالم ولا داخله ... ".
قلت: حاشا أهل السنة والجماعة من ذلك، وحاشاهم أن يكون الباطل معتقدهم والضلال قولهم.
وهذه دعوى يدعيها أهل البدع عامة في القديم والحديث، يقررون العقائد المنحرفة والآراء الزائفة والنحل الباطلة ثم ينسبون ذلك كذباً وزوراً إلى أهل السنة والجماعة.
قال أبو المظفر السمعاني فيما نقله عنه التيمي في الحجة (٢/٢٢٣-٢٢٥) : "إنَّ كل فريق من المبتدعة إنَّما يدعي أنَّ الذي يعتقده هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّهم كلهم مدعون شريعة الإسلام ملتزمون في الظاهر شعائرها، يرون أنَّ ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم [هو الحق] غير أنَّ الطرق تفرقت بهم بعد ذلك، وأحدثوا في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله، فزعم كل فريق أنَّه هو المتمسك بشريعة الإسلام، وأنَّ الحق الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي