للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مبارك أنه ضد مصلحة القائمين بالدعوة، وهذا غير صحيح، فابن مبارك كان من أوائل الوافدين على الشيخ في الدرعية في سنة ١١٥٧هـ - بجماعته أهل حريملاء، وقد قتل في شوال سنة ١١٦٥هـ، وهو ثابت على ما عاهد عليه الشيخ١.

ولكن كان بين أهل العيينة وأهل حريملاء حزازات قديمة وضغائن قبل قيام الدعوة - أشار إلى بعضها ابن بشر وغيره٢ - ويظهر أن ذلك الاتفاق لإزالة آثار تلك الحزازات التي كان من آخرها ما حدث من عثمان بن معمر سنة ١١٤٣هـ من أخذه زواملهم٣.

ويورد المؤرخان ابن غنام٤ وابن بشر ٥ في حوادث سنة ستين ومائة وألف أن من أعظم ما نقم على عثمان - وعبارة ابن غنام: وكان من أعظم ما أظهر نفاق عثمان - أنه أرسل إلى إبراهيم بن سليمان أمير ثرمداء، وأمره أن يركب إلى دهام - أمير الرياض - للإصلاح بينهما والاتفاق جميعا مع الشيخ ومحمد بن سعود، فقدم دهام مع إبراهيم على عثمان، وكان ذلك من غير مشورة الشيخ محمد وابن سعود، فحين رأى أهل البلد ذلك ساروا إلى عثمان، فموه عليهم - وعبارة ابن بشر: فتحقق أهل البلد منهم الخيانة - وقال عثمان: ليس لي مراد إلا الإرسال للشيخ حتى يحضر عقد الصلح، ويدخل دهام في دائرة الإسلام، ثم أرسل إلى الشيخ للقدوم، فألقى الله في روعه ما استبان به خيانة عثمان وغدره، فامتنع عن الذهاب، وعرف المسلمون من أهل البلد مكر عثمان، فحصروا ابن دواس في القصر، ولكنه هرب تحت جنح الظلام، وعاد إبراهيم بن سليمان إلى ثرمداء. قال ابن بشر: فلما وصلها (تدرع لباس الحرب) .

لا شك أن ما فعله عثمان من محاولته الإصلاح بين القائمين بأمور الدعوة وبين عدويهم اللدودين صاحب الرياض وصاحب ثرمداء بدون مشورة واتفاق على ذلك بينه وبين الشيخ محمد والأمير محمد بن سعود من الأمور التي يؤاخذ عليها، مهما كان قصده،


١"عنوان المجد" ج١ ص٢٨ و٤٢.
٢حوادث سنة ١٠٩٨/١١٠٠/١١٢١/١١٢٨/١١٣٠.
٣المصدر السابق: ج٢ ص٢٤٠.
٤"تاريخ نجد": ٩٤.
٥"عنوان المجد": ١/٣٤.

<<  <   >  >>