[المرأة في حياة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب]
[تأليف: فضيلة الشيخ: حمد الجاسر]
بسم الله الرحمن الرحيم
[الجوانب المهملة في حياة الشيخ]
لم يعن من اطلعت على مؤلفاتهم من المؤرخين بجوانب حياة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - أسبغ الله عليه شآبيب عفوه ورضوانه - إلا بما يتصل بدعوته إلى تجديد الدين، وتطهيره من شوائب الشرك والبدع والخرافات.
ولهذا فالباحث المتعمق في دراسة جميع جوانب حياته الخاصة تعترضه عقبات يقف أمامها حائرا.
فهو عندما يطلع على ما كتبه بعض مؤرخي الحجاز عن سفير الدعوة في عهد الإمامين عبد العزيز وابنه سعود، العالم الجليل الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر (١٢٢٥ هـ) ، يجد فيما يطلع عليه أن الشيخ حمداً في سفارته الثانية سنة ١٢٢٠هـ- اجتمع له أهل جدة في جامعها الكبير، فقرأ عليهم رسالة جده في بيان حقيقة الدعوة.
وأول ما يتبادر إلى الذهن أن المقصود بكلمة (جده) الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
ولكنه لا يجد بين مؤرخي نجد ممن عرفت مؤلفاتهم ما يؤيد هذا من قريب أو بعيد، وقد يكون هذا ناشئاً عن عدم اهتمامهم بمثل هذا الجانب من حياة الإمام، بل قد يجد المهتم بدراسة تاريخ هذه البلاد جوانب أخرى مما هو ألصق بها لا يزال غامضاً، ومنها ما يتعلق بالناحية العلمية في نجد عند ظهور الدعوة، وليس أدل على هذا من أن أحد مؤازري الشيخ في عمله الجليل، عالم نجد في عهده الشيخ عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن - قاضي الدرعية في ذلك العهد - الذي وصفه الشيخ في إحدى رسائله بقوله١:(ما نعرف من علماء نجد، ولا علماء العارض ولا غيره أجل منه) - عندما يروم الباحث معرفة شيء مما
١ تاريخ ابن غنام المسمى "تاريخ نجد" تحقيق الدكتور ناصر الدين الأسد - ص٣٤٢ -.