للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يتعلق بحياته لا يجد فيما بين يديه من مؤلفات مؤرخي نجد ما يوضح له معالم تلك الحياة، بل لا يجد أكثر مما ورد في رسائل الشيخ عنه وعن ابنه عبد الوهاب.

وما أرومه في كلمتي هذه عن (المرأة في حياة الإمام) لا يعدو الإشارة إلى جانب من جوانب حياة الشيخ جدير بالدراسة، ولن يعدم الباحث المتعمق فيه من لمحات قد توضح له الطريق، فالوثائق الشرعية من أحكام ووصايا ووقف وقسمة عقار وهبات ونحوها، لا يزال كثير منها مما يتعلق بعصر الشيخ وما بعده محفوظاً، وهي لا تغفل ما يتعلق بالنساء، وتعنى ببيان صلة القرابة، فهي لذلك من المصادر المهمة لمن يهتم بالنواحي التاريخية بصفة عامة.

ولا شك أن إهمال أثر المرأة في حياتنا بصفة عامة يعد تجاهلا لحياتنا كلها، ولواقعنا الذي نعيشه.

ولعلي لا أغرب في القول عندما أقرر أن من أسس دعوة الشيخ محمد - رحمه الله - إنصاف المرأة، والدفاع عن حقوقها.

فقد كان بعض الناس في عهده يتحايل بطريقة الوقف أو الهبة أو القسمة لحرمان النساء من حقهن تحايلا وصفه الشيخ في إحدى رسائله١: (إذا أراد الإنسان أن يقسم ماله على هواه، وفر من قسمة الله، مثل أن يريد أن امرأته لا ترث من هذا النخل، ولا تأكل منه إلا حياة عينها، أو يريد تفضيل بعض أولاده على بعض، أو يريد أن يحرم نسل البنات ... إلى أن قال: ويفتي له بعض المفتين أن هذه البدعة الملعونة صدقة بر تقرب إلى الله، ويوقف على هذا الوجه قاصدا وجه الله) .

ووصف الشيخ هذا (بالجنف والإثم) وشدد النكير على فاعله وأقام الأدلة الشرعية على بطلانه في رسالته المعروفة.

ولا أريد أن أتعرض لبحث موضوع ليس من صميم ما أردت تناوله من الناحية التاريخية.


١ ابن غنام "تاريخ نجد" تحقيق الدكتور ناصر الدين الأسد ص٣١٦.

<<  <   >  >>