طال الاستطراد وحسن العود للحديث عمن ألصق بالموضوع من كريمات عهد نشوء الدعوة.
زوجة الإمام محمد بن سعود:
أول امرأة تحدث مؤرخو نجد عن مناصرتها لدعوة الشيخ هي موضي بنت بن وهطان، زوجة الأمير محمد بن سعود.
وهي من أسرة كريمة من آل كثير، ولا تزال فروع تلك الأسرة معروفة في بلاد نجد، وهي من آل فضل الذين كانوا يسيطرون على الجزيرة من بلاد الشام حتى جنوب الجزيرة خلال القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر.
وآل فضل من قبيلة طيء المعروفة، ولا تزال أسر كثيرة منهم متحضرة متفرقة في مدن المملكة، بعد أن انتقلت باديتهم إلى الشام والعراق.
وكان آل كثير في بادية العارض من أول القرن الحادي عشر - على ما يفهم من كلام بعض المؤرخين ١ - حتى منتصف القرن الثاني عشر - وجرى بينهم وبين آل معمر أمراء العيينة مناوشات، من أشهرها محاولتهم نهب بلدة العيينة حتى غزوها سنة ١١٣٧هـ - فاحتال أميرها محمد بن حمد بن معمر حتى قتل رئيس الغزو زيد بن مرخان صاحب الدرعية، ثم في سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف قتلوا ذلك الأمير، قتله آل نبهان منهم.
ثم انحدروا إلى الشرق عند ظهور الدعوة وكانوا يتعرضون لبعض القوافل - كما ذكر ابن بشر في حوادث سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف.
وعندما سار الإمام تركي لغزو قبائل العجمان وآل مرة سنة ثمان وأربعين ومائتين
١ انظر سوابق ابن بشر لسنوات ١٠٤٦ و١٠٨١ و١٠٩٧ و١١٠٥ و١١٣٣ و١١٣٧ و١١٤٢.