للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالتفسير بالمأثور، وهو امتداد للتفاسير المسندة إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم، وكان منها ما يسمى بالتفسير بالرأي، وتعددت فيه المناهج وتضاربت الأفكار، فحُمد بعضه وذم بعضه، تبعاً لقربه من هداية القرآن أو بعده عنها (١) .

والقرآن الكريم إذا أريد تقريب معانيه لقوم لا يعرفون العربية، فإن ذلك يكون من قبيل الترجمات للمعاني، وليست الترجمات بمصاحف على الإطلاق، وغالباً ما تجد هذا المعنى في مقدمة كل ترجمة من تلك التراجم (٢) . وقد أشار الإمام ابن حجر – وهو من كبار أئمة المحدثين – إلى أهمية الترجمة حيث يقول:" إن الوحي متلواً أو غير متلوّ، إنما نزل بلغة العرب. ولا يرد على هذا كونه صلى الله عليه وسلم قد بعث إلى الناس كافة، عرباً وعجماً وغيرهم، لأن اللسان الذي نزل عليه به الوحي عربي، وهو يبلغه إلى طوائف العرب، وهم يترجمونه لغير العرب بألسنتهم (٣) ".

وقد أصدر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ثلاثين ترجمة لمعاني القرآن الكريم بلغات عديدة كالفرنسية والإنجليزية والفارسية والأوردية والصينية والأسبانية والاندونيسية والصومالية والكورية وغيرها. كما يتم الإعداد لإنجاز ترجمات أخرى مستقبلا، كما أصدر تفسيراً ميسراً ومختصراً يعتمد الأقوال الصحيحة، ويهتم بإبراز المعاني دون إطالة أو


(١) الصالح، صبحي / مباحث في علوم القرآن، ص ٢٩٠ – ٢٩١.
(٢) صقر،، عبد البديع / التجويد وعلوم القرآن – ط٧ – بيروت: المكتب الإسلامي، ١٤٠٠هـ / ١٩٨٠م، ص ١١١.
(٣) ابن الخطيب، محمد محمد عبد اللطيف / الفرقان،ص ٢٢٢.

<<  <   >  >>