من عبد الرحمن بن حسن إلى الإمام الاكرم فيصل بن تركي سلمه الله وهداه آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته "وبعد" فالواجب علينا وعليكم التناصح في دين الله والتذكير بنعم الله وأيامه فإن ذلك من المصالح الخاصة والعامة ما لا يحيط به إلا الله وفي الحديث "مانزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة" ولله حق وعبودية على خلقه بحسب وسعهم وقدرتهم ولذلك كان على ولاة الامور ورؤساء الناس المطاعين فيهم ما ليس عامتهم وسوقتهم وكل خير في الدنيا والآخرة إنما حصل بمتابعة الرسل وقبول ما جاؤا به وكل خير في الدنيا والآخرة إنما حصل بمتابعة الرسل وقبول ما جاؤا به وكل شر في الدنيا والآخرة إنما حدث ووقع بمعصية الله ورسله والخروج عما جاءوا به من النور والهدى. وهذه الجملة شرحها يطول وتفاصيلها لا يعلمها إلا الله الذي {لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} والسير والاعتبار والاستقراء والقصص والأمثال والشواهد النقلية والعقلية تدل على هذا وترشد إليه وبعض الأذكياء يعرف ذلك في نفسه وأهله وولده ودابته قال بعضهم: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق أهلي