للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من سلطان وهذا من جنس ما أحدثه اليهود والنصارى من التغيير والتبديل في شريعتهم خالفوا به ما جاءت به أنبياؤهم فيجب اجتناب ذلك المأتم وما في معناه.

وأما ماسألت عنه من شد الرحال إلى مكانات مشرفة للأنبياء والأولياء هل هو ممنوع ومحذور أم لا.

فالجواب لا ريب أن هذا مما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي تقدم وهو قوله: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" فإذا كان بترك للمحمل المزور فهو من الشرك لأنهم قصدوا بذلك تعظيم المزور كقصد النبي صلى الله عليه وسلم أو الولي لتعود بركته عليه بزعمهم وهذا حال عباد الأصنام سواء كما فعله المشركون باللات والعزى ومنات فإنهم يقصدونها لحصول البركة بزيارتهم لها وإتيانهم إليها وفي الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى إجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال: إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم" فجعل التبرك بالأشجار مثل قول بني إسرائيل إجعل لنا إلها وهذا هو جنس عبادة الأشجار والأحجار.

وأما قول بعضهم أن أمور التعظيمات خصصه الله تعالى للذات وسماه بالعبادة كالسجود والركوع والقيام كقيام الصلاة والتصدق بالصدقات والصيام باسمه وقصد السفر إلى بيته من المكانات البعيدات فهذا من وحي الشيطان وزخرفته التي ألقاها على ألسن المشركين فجمع لهم الشرك وتعظيمه والغلو فيه والبدع والضلالات.

وكل هذا باطل ما أنزل الله به من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى.

وأما سؤاله عن رجل بنى في جوار قبر صالح لإفاضة الفيوضات عليه

<<  <   >  >>