والاستعانة على الله دون كل ما سواه فإن غالط فأدلة النهي عن دعوة غير الله وإنها شرك وكفر تكفي المتمسك بها وذكرنا من الأدلة ما فيه كفاية ولو تتبعنا ما في كتاب الله وسنة رسوله من دلائل التوحيد وكلام السلف والخلف من أهل السنة لاحتمل مجلدا ضخما ومجلدات.
وأما السؤال عن رجل لا يتكلم بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس وبعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس فالجواب ما ذكرتموه من قصة أبي بكر مع المرأة الأحمسية وقال لها إن هذا لا يحل فتكلمت.
وأما ما أحدثه المشايخ من المراقبات واللطائف فإن كانت مما جائت به السنة وفعله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبلوه وما لم يفعلوه ولم يقم عليه دليل فدعوه فإن "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"
وأما قول أهل التأويل للصفات إن الله تعالى منزه عن الجهات فهذه شبهة أرادوا بها نفي علو الرب على خلقه واستوائه على عرشه وقد ذكر استواءه على عرشه في سبعة مواضع من كتاب الله تعالى {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} في آية الكرسي وغيرها من القرآن فأثبت لنفسه العلو بأنواعه الثلاثة: علو القهر, علو القدر, علو الذات ومن نفى علو الذات فقد سلب الله وصفه وقد قال تعالى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} وقال {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} وقال {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} وحديث المعراج الذي تواترت به السنة يدل على علو الله على خلقه وأنه على عرشه فوق سماواته.
وهذا مذهب سلف الأمة وأئمتها ومن تبعهم من أهل السنة والجماعة يثبتون لله ما أثبت لنفسه وما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفات كماله ونعوت جلاله على ما يليق بجلال الله وعظمته إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل.
تعالى الله عما يقول المحرفون المخرفون عن الحق علوا كبيرا والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين آمين١