للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيخ ذكره له وأخذ ما عنده من رأي ومن علم وأرخصوا للجماعة وقرأ ثلاثة عبد العزيز بن الشيخ يقرأ في تفسير ابن كثير وعلي وعبد الله يقرأون في البخاري وكل من عنده دراية وفهم إذا فاضوا في الباطن صاروا حلقا يتذاكرون درس الشيخ رحمه الله:

والأجنبي الذي يبغي يركب لديرته يصغي للمذاكرة عارف أن أهل ديرته يسألون: أيش أيش درس الشيخ فيه وقد ذكرت لك قصة إبراهيم بن زيد في تلك المدة وموسى بن حجيلان يمشي على المساجد يسألهم عن ثلاثة الأصول والقواعد ونحن يا حمولة لنا مجلس بين العشاءين في الباطن يجتمعون فيه أهل البلاد ونسأل اثنين والذي ما يعرف دينه يضرب فأول يجلس فيه حسين ثم علي ابن الشيخ وجلست فيه مدة نحو سنتين أو ثلاثة على هذا الترتيب ثم حمد بن حسين هذا بعض ما حضرناه من سيرتهم فلما توفي الله عمك حصل غفلة عن هذا الترتيب لما فتح الله الدنيا وكثرها على الناس ووقع الأعراض عن كثير مما ذكرنا لأكله بل باق بقايا وحدث ما أحدث من البلاوي بالعدو وهذا شيء أنت خابره ورد الله لكم الكرة أنت وولدك رحمه الله: وعادت البلوى الأولى وعافاك الله منها ومكنك غاية التمكين وتسببت في حفظ أموال الناس ورفع أيدي البوادي وهذا عمل صالح ومن الواجبات ولكنك أصبحت اليوم في جيل غفلوا عن دينهم إلا من شاء الله وهم الأقلون وأقبل الناس على دنياهم لها يوالون وعليها يعادون فهم وإن صلوا وصاموا فقد أعرضوا عن التوحيد تعلما وتعليما وصار أكثرهم خصوصا أهل المناصب والولايات وأتباعهم وأكثر الناس ليس له إخلاص ولا متابعة كل يحوم إلى ما يراه ويشتهيه.

وأنت اليوم جعل الله لك القدرة على تجديد هذا الدين تولي له وتغزل له وتغضب له وترضى له وتبعث الدعاة والسعاة لكل بلد وتقدم لله وتؤخر لله وتبعد لله لا يدخل عليك في هذا هوى أحد فيخل بالإخلاص والمتابعة وتفهم

<<  <   >  >>