للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقصود إن الإمام فيصل بن تركي وفقه الله وتولاه القي الله في نفسه ما حصل من الفترة منكم وغيركم عن هذا الدين والرغبة فيه والترغيب فعزم على تجديد هذه الدعوة مخافة أن تندرس لأن الله فتح على كثير من الناس الدنيا وكثرتها والتنافس فيها هلاك لأن بها تحصل الغلة عن الدين والأعراض عن دين المرسلين وتكون المحبة لها والبغض عليها حتى إن بعض الناس يقرب الرافضى وأمثاله لمصلحة دنياه ولا نميز بين الخبيث والطيب لما أشرب من هواه الذي طبع على قلبه فأعماه وأصماه "فلن" حصل منكم وأمثالكم قيام في هذا الدين وسؤال العامة عن أصول الدين وقراءة منكم وتدريس في كتب التوحيد التي وجودها حجة عليكم فهذا هو الواجب كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} والذي هذه حاله ما يستحق إن يصير في مدرسة ومسجد يأكل وقفهما لأنه أوقع نفسه في الوعيد الشديد وغفل عن أوجب العلوم حولكم من الجهال إذا تركتم تعلم دينكم كما في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لهر قل قال: "فإن توليت فإن عليك أثم الاربسبين" {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ففي هذه الآية بيان التوحيد في العبادة ونفي اشرك فيها وبيان إن هذا هو الإسلام وهذا الخط لكم فيه بشارة ونذاره والسلام ١


١ الدرر١ /١٥٩

<<  <   >  >>