الخبر بإقبالهم ارتحلوا يلتمسون من أعانهم من حرب ما بينهم وبين المدينة فصادفوا خزانة العسكر فقتلوهم وأخذوا ما معهم فهذا مما يسره الله لهم من النصر من غير قصد ولا دراية فرجع المسلمون إلى عنيزة والعسكر نزلوا الشبيبية قريبا منهم ويسر الله للمسلمين سببا آخر وذلك من توفيق الله ونصره وجاهدوا جيشا وخيلا فأغاروا على جانب العسكر فخرجوا عليهم فهزمهم الله وقتل المسلمون فيهم قتلا كثيرا فألقى الله الرعب في قلوبهم على كثرة من أعانهم وقوة أسبابهم وذلك من نصر الله لهذا الدين فرجعوا إلى الرس خوفا من هجوم المسلمين عليهم فتبعهم المسلمون ونزلوا الحجناوي فقدم العطاس على الأمر الذي عمده عليه محمد علي فوجد الحال قد تغير فقصدهم إبتداء فمنعوه مما جاء له ثم إنهم سعوا في الصلح والمسلمون على الجحناوي وكل يوم يجرى بين الخيل طراد فمل أكثر المسلمين عن الاقامة فلم يبق منهم الاشرذمة قليلة فجاء منهم أناس يطلبون الصلح فأفصلحهم عبد الله رحمه الله تعالى: وطلبوا منه أن يبعث معهم رجلا من أهل بيشة خوفا أن يعر ض لهم أحد من المسلمين في طريقهم فمشى محمد بن حسين بن مشاري الى المدينة والمقصود أن الله سبحانه وتعالى أذلهم وألقى الرعب في قلو بهم وحفظ المسلمين من شرهم بل غنمهم مما بأيديهم من حيث بذلهم المال شراء الهجن فاشتروا من المسلمين الذلول بضعفي ثمنها وهذا كله مما يفيد صحة هذا الدين وأنه الذي يحبه الله ويرضاه وهو الذي يسر أسباب نصر من تمسك به وخذلان من ناوأهم وعاداهم في هذا الدين فتفكر يامن له قلب ولولا ماصار في أهل هذا الدين من مخالفة المشروع في بعض الأحوال لصار النصر أعظم مما جرى لكن الله تعالى عفى عن الكثير وحمى دينه عمن أراد اطفاءه فلله الحمد لانحصي ثناء عليه