من هذا الدول وغيرها فلله الحمد لا نحصي ثناءا عليه وهو المرجو أن يوزعنا شكر ما أنعم به علينا من هذا الدين الذي رضيه لعباده وخص به المؤمنين وصلى الله على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا ومن عجيب ما اتفق لأهل هذه الدعوة أن محمد بن سعود عفى الله عنه لما وفقه الله لقبول هذا الدين ابتداء بعد تخلف الأسباب وعدم الناصر شمر في نصرته ولم يبال بمن خالفه من قريب أو بعيد حتى أن بعض أناس ممن له قرابة له عذله عن هذا المقام الذي شمر إليه فلم يلتفت إلى عذل عاذل ولا لوم لائم ولا رأي مرتاب بل جد في نصرة هذا الدين فملكه تعالى في حياته كل من استولى عليه من القرى ثم بعد وفاته صار الأمر في ذريته يسوسون الناس بهذا الدين ويجاهدون فيه كما جاهدوا في الابتداء فزادت دولتهم وعظمت صولتهم على الناس بهذا الدين الذي لاشك فيه ولا التباس فصار الأمر في ذريته لاينازعهم فيه منازع ولا يدافعهم إمام واحد إلا بهذا الدين وظهرت لأثار الإسلام في كثير من الأقاليم النجدية وغيرها مما تقدم ذكره وأصلح الله بهم ما أفسدت تلك الدول التي حاربتهم ودافعتهم عن هذا الدين ليطفؤه فأبى الله ذلك عنه
مدافع وأعطاهم الله القبول والمهابة وجمع عليهم من أهل نجد وغيرهم ممن لا يمكن اجتماعهم على وجعل لهم العز والظهور كما تقدمت الإشارة إلى ذلك فنسأل الله أن يديم ذلك وأن يجعلهم أئمة هدى وأن يوفقهم لما وفق له خلفاءه الراشدين الذين لهم التقدم في نصرة هذا الدين وعلينا وعلى المسلمين أن ندعوا لمن ولاه الله أمرنا من هذه الذرية أن يصرف عنا وعنهم كل محنة وبلية وأحيا الله بهم ما درس من الشريعة المحمدية وأصلح لهم القلوب وغفر لنا ولهم الذنوب وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.