بذلك قالت لها أمها إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم قالت والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا إياكما ولا أحمد إلا الله الذي أنزل براءتي فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم وأبوها على هذا الكلام الذي نفت فيه أن تحمد رسول لله صلى الله عليه وسلم وفي رواية بحمد الله لا بحمدك ولم يقل أحد هذا
سوء أدب منها عليه صلى الله عليه وسلم:
وأخرج البيهقي بسنده إلى محمد بن مسلم قال: سمعت حبان صاحب ابن المبارك يقول قلت لبعد
الله بن المبارك قول عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم بحمد الله لا بحمدك إني لأستعظم هذا فقال عبد الله ولت الحمد أهله وكذلك الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسنده عن الأسود بن سريع أن
النبي صلى الله عليه وسلم أتى بأسير فقال اللهم أتوب إلى محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم
عرف الحق لأهله.
وهذا المعترض وأمثاله ادعوا تعظيم أمرر سول الله صلى الله عليه وسلم بما قد نهى عنه من الغلو والإطراء وهضموا ربوبية الله وتنقصوا الهيته وأتوا بزخارف شيطانية وحاولوا أن يكون حق الله من
العبادة التي خلق لها عباده نهبا بين الأحياء والأموات هذا يصرفه لنبي وهذا لملك وهذا لصالح أو غير هؤلاء ممن اتخذوهم ندادا لله وعبدا الشياطين بما أمروهم به من ذلك الشرك بالله فإن عبادتهم
للملائكة والأنبياء والصالحين إنما تقع في الحقيقة على من زينها لهم من الشياطين وأمرهم بها كما قال تعالى:{يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قالوا لُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} ونحو هذه الآية كثير في القرآن.
ولما ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله: ما وقع في زمانه من الشرك بالله قال: وهذا هضم للربوبية وتنقص للإلهية وسوء ظن برب