ولا معرفة بحاله في نشأته وطلبه فينبغي أن نزيد ما تقدم من الإنتصار لامام الدعوة الإسلامية النبوية رحمة الله عليه فنقول ما أدراه عن حال شيخنا رحمه الله تعالى: وقد تقدم ما يدل على أنه لا دراية له ولا عناية بحاله يعرف ذلك مما قدمناه ومن المعلوم أنه لا يعتني بمعرفة حال مثله إلا من حبه واحب ماقام به ودعا إليه وأما من انحرف عنه وعن دعوته في مبدأ نشأته وتوجه برحلته إلى من أشتدت عداوته له دينه كابن سند وابن سلوم وابن جديد فهؤلاء الثلاثة المذكورون قد اشربوا عداوة التوحيد ومن دعا إليه فصار أهل التوحيد هم أعداؤهم بما اشربوه من كراهته وكرهة من دان به فأخذ عنهم ما وضعه في كتبه من الزور والكذب والفجور وانتصر فيها لعباد القبور وزعم أنهم مسلمون لأنهم يقولون لا إله إلا الله ويصلون والعدو لا يرى محاسن عدوه خصوصا إذا عاداه في الدين وصاروا أعداء لكل موحد ونصرة لكل مشرك ملحد فاخذ عنهم هذه البضاعة وامتنع على إمام المسلمين بما أودعه كتبه من الشناعة ولا ريب أن شره إنما يعود إليه ويرجع وبال ذلك كله عليه والمقصود أن يعلم أن هؤلاء الثلاثة هم أشياخه الذين تخرج عليهم بالانحراف عن الدين وتضليل الموحدين ولولا أنه شحن كتبه بذلك لما ذكرناه فهذا هو المحصول الذي حصله والأساس الذي أسسه وأصله فقدم نجدا بعد طول المقام عند أولئك الملحدين المنحرفين عن الدين فصار حظه جمع الكتب من غير رواية لها ولا دراية ولم ير للعلم عليه أثر مع أن هؤلاء مع ما فيهم من العداوة صاروا أعقل منه فلم يكتبوا شيئا من هذه الأكاذيب والزندقة والتخليطات الفاسدة وهذا لقلة علقه وفساد قصده جرى منه ما جرى وبالجملة فقد قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: فالحاسد يحمله بغض المحسود على مماداته والسعي في أذاه بكل ممكن مع علمه