وهناك جملة من القواعد التي اتبعناها في جمع مادة القراءات، وتوثيقها، وإعطاء المعلومات عنها، وأهمها:
١- ترتيب قراءات اللفظ القرآني ألفبائيًا، مع مراعاة وضع الأفعال أولا، ثم الأسماء.
٢- أننا لم نسجل القراءة إلا إذا كانت قد وردت في مصادرها الأساسية. ولم ندخل في هذه المصادر أيّ مرجع حديث، لأن هذه الجزئية تدخل في باب الرواية.
٣- أننا في تخريجنا للقراءات، وبيان معانيها لم نفرق بين مصدر قديم، أو مرجع حديث، لأن هذه الجزئية تدخل في باب الدراية، وهي صفة يتميز بها القديم على الحديث.
٤- أننا التزمنا - عند الشرح - بإيراد المعنى في صورة مطابقة للفظ المشروح (اسمًا أو فعلاً، ونوع كل منهما وصورته الإعرابية) ، فحين شرحنا لقراءة {ضحكا}(النمل: ١٩) ، قلنا:"تعجبًا". وحين شرحنا لقراءة {يُضَارَّ}(البقرة: ٢٨٢) قلنا: "يُؤْذَ"، ولقراءة "يُضَارِرْ"، قلنا:"يُؤْذِ"، وهكذا.
٥- أنه في حال اختلاف القراءة عن اللفظ القرآني في مجرد الشكل، كنا نستخدم العبارة: لغة في كذا، كما حدث مع قراءة {ضَحَكت}(هود: ٧١) . ومع ذلك كنا نذكر المعنى أيضا حتى لا نلجئ الباحث إلى الرجوع إلى مكان آخر في المعجم، وذلك على النحو التالي:"ضَحَكَتْ" لغة في "ضَحِكَتْ" بمعنى حاضت في قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} .
وفعلنا الشيء نفسه إذا اختلفت القراءة في مجرد الشكل مع قراءة أخرى في اللفظ نفسه. فقد قرئ قوله تعالى {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ}(الصافات: ٩٣) - قرئ بوجهين: سَفْقًا (بالسين) ، وصَفْقًا (بالصاد) . وقد