قال فيه النديم (٥): "كان بارعًا في الإلقاء والإقراء ويعرف قطعة من النحو حسنة".
وقال الخطيب:"كان من أعلم الناس بحروف القرآن ووجوه القرآءات".
وقال الداني:"لم يكن بعد ابن مجاهد مثلُ أبي طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته".
ووصفه الذهبي بقوله:"المقرئ أحد الأعلام ومن انتهى إليه الحذق بأداء القرآن".
ونعته ابن الجزري بـ "الأستاذ الكبير العلم الثقة".
وقال تلميذه عبد العزيز الفارسي:"لما توفي ابن مجاهد أجمعوا على أن يقدموا شيخنا أبا طاهر، فتصدر للإقراء في مجلسه وقصده الأكابر فتحلقوا عنده".
كان أبو طاهر يقرئ في سكة عبد الصمد بن علي بن عبد الرحمن بن العباس ببغداد. وكان يعاقب على اللَّحْن في القراءة، قال تلميذه الحسين بن علي بن محمد أبو العباس الحلبي:"كان يجلس للإقراء وبين يديه مفاتيح، فكان ربما يضرب رأس القارئ إذا لحن، فخفت ذلك فلم أقرأ عليه وسمعت منه كتبه".
وكان يعرف قدر نفسه، ويعلم ما عنده ويعتدّ به، فقد دخل "ذات يوم في مجلس ابن مجاهد وقد فرغوا من مسألة جرت بينهم. فقال لهم: هلمّوها، فقالوا: إن الجواب فيها قد استوعب، فقال: هلمّوها، فإن الأُسْد إذا حضرت تضارطت الثعالب".
(٥) وقيل فيه "ابن النديم" أيضًا، انظر مقدمة محقق "الفهرست" طبعة طهران، والأعلام ٦/ ٢٩، ومعجم المؤلفين ٩/ ٤١، وخزانه الأدب ٣/ ٨٣، كشف الظنون ١٣٠٣، وهدية العارفين ٢/ ٥٥، والمواضع التى ذكر فيها في وفيات الأعيان وفوات الوفيات وإنباه الرواة وسير أعلام النبلاء (انظر فهارس الأعلام في هذه المصادر).