للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(والمعلل١: وهو ما اطُُُّلع فيه) لتفرد رواته ومخالفته غيره له١، بعد جمع طرقه٢ بسنده أو متنه، (على علة قادحة في صحته مع السلامة عنها٣ ظاهرًا) كأن نجد في طريقِ راويًا ضعيفًا بين اثنين ثقتين، التقيا غلطًا فيما غلب على الظن بالقرينة ونحوها راوي الأولى في حذفه، أو نطَّلع على


١ قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- من هذا الفن من علم مصطلح الحديث مبيِّنًا أهميته ودقته وخفاءه: "وهذا الفن أغمض أنواع الحديث، وأدقها مسلكًا ولا يقوم به إلا من منحه الله تبارك وتعالى فهما غائصًا، واطلاعًا حاويًا، وإدراكًا لمراتب الرواة، ومعرفة ثاقبة.
ولذلك لم يتكلم فيه إلا أفراد من أئمة هذا الشأن وحذاقهم، وإليهم المرجع في ذلك، لما جعل الله لهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه، دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك "النكت على ابن الصلاح "٢/ ٧١١"، وانظر فتح المغيث "١/ ٢٧٢-٢٧٤".
٢ قال الخطيب البغدادي -رحمه الله-: "والسبيل إلى معرفة علة الحديث: أن تجمع طرقه، وينظر في اختلاف رواته، ويعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الإتقان والضبط "الجامع لأخلاق الراوي" "٢/ فقرة رقم ١٩٧٣".
وانظر "المقنع" "١/ ٢١٢-٢١٣" "والتدريب" "١/ ٢٥٢"، "وفتح المغيث" "١/ ٢٧٠-٢٧٢" وتوسع الدكتور همام عبد الرحيم في بيان طرق كشف العلة في تقديمه لـ"شرح علل الترمذي" لابن رجب -رحمه الله- "١/ ١٢٨-١٣٧" المطلب الثاني وسائل الكشف عن العلة.
قال علي بن المديني -رحمه الله-: "الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه" علوم الحديث "ص٩١" وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري -رحمه الله- "ت ٢٥٣": "إن لم يكن للحديث عندي مائة طريق فأنا فيه يتيم". تاريخ بغداد "٦/ ٩٤" أسنده الخطيب.
٣ كذا في النسختين وفي المطبوعات من التذكرة، ولعل الأصوب "منها"، وانظر "علوم الحديث" "ص٩٠"، "إرشاد طلاب الحقائق" "١/ ٢٣٥"، "المقنع" "١/ ٢١٢".

<<  <   >  >>